مغارة جعيتا او جوهرة السياحة اللبنانية هي واحدة من أشهر المغاور في العالم والأكثر جمالا ودهشة وجذبا للسائحين والزوار والباحثين عن الجمال النادر، وقد رشحت أكثر من مرة لتكون ضمن لائحة عجائب الدنيا السبع.
تقع هذه المغارة في وادي نهر الكلب على مسافة 20 كلم من شمال بيروت، وهي كناية عن تجاويف و شعاب ضيقة، وردهات وهياكل وقاعات كونتها قرون من التآكلات المائية والصخرية، بفعل المياه الكلسية التي تسربت إليها من مرتفعات لبنان فشكلت مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات والأشكال والتكوينات الفنية العجيبة.
يبلغ طول مغارة جعيتا 9040 مترا، موزعة على طبقتين : المغارة العليا الجافة ويبلغ حجمها نحو 2130 مترا من الدهاليز، والمغارة السفلى بحجم 6910 أمتار في المجرى المائي. وإذا كانت رحلات استكشاف المغارة وتدقيق مساحاتها لا تزال مستمرة حتى اليوم، فإن معلومات هواة استكشاف ودخول المغاور في لبنان تؤكد انه قد تصل مساحة هذه المغارة بشقيها المائي والجاف الى 11 كيلومترا.
ويعود إكتشاف المغارة العليا على يد منقبين لبنانيين الى عام 1980، بينما يعود اكتشاف المغارة السفلى الى ثلاثينات القرن التاسع عشر، وهي مفتوحة بأجزاء كبيرة منها امام الزوار والسائحين حيث بإمكان الزائر اكتشاف الطبقة العليا من المغارة سيرا على القدمين، او بواسطة قطار صغير، كما بالإمكان اكتشاف المنطقة من الاعلى على متن التلفريك فوق وادي نهر الكلب في قلب الجبال الخضراء.
وفي الداخل المائي (الطبقة السفلى من المغارة)، فهناك عالم متكامل من اللوحات الجمالية الطبيعية تضاهي اعمال اهم النحاتين العالميين. حيث يغوص الزائر في اروقة صخرية تجسد اشكالا هندسية خلابة، فيها شلالات صخرية متدلية ذات احجام متفاوتة طولا وعرضا، وهناك فجوات وجبال صخرية واودية متعرجة موزعة يمينا ويسارا، بالإضافة الى الكهوف الكلسية التي تسحر عين الناظر إليها، فيتنقل في هذا العالم الفريد بواسطة قوارب صغيرة تساعده في إنارة دربه نظام إنارة هندسي خاص يزيد من روعة المكان.
باختصار، ان مغارة جعيتا هي واحدة من أجمل 20 مغارة في العالم.