زعيتر: ليس بالسياسة وحدها نبني الدولة بل بالإقتصاد والتنمية والتعاون.

أكد وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر ان مركز الشحن الجوي التابع لشركة طيران الشرق الاوسط والمخصص لعمليات الاستيراد والتصدير يشكل مشروعا حيويا للبنان، يساهم في تحسين السلامة الغذائية والصحية، ويحرك الدورة الاقتصادية ويوسع دائرتها، ويعود بالفائدة على كل الوطن.

وشدد خلال رعايته لإفتتاح مركز الشحن الجديد على أهمية التعاون وتكامل المواقف والمصالح من أجل بناء الوطن. وقال: "ليس بالسياسة وحدها نبني الدولة، بل بالإقتصاد والتنمية أيضا، ما يستدعي العمل على تحقيق نمو اقتصادي مستدام في جميع القطاعات ولا سيما في قطاع النقل والطيران، من خلال تكامل المواقف والمصالح بين الجميع، لأن الكل شركاء في الوطن ولأجل الوطن."

وإذ اعتبر زعيتر ان ترسيخ الوعي المدني والمواطنة هما شرطان للخروج من الماضي الى المستقبل، لفت الى ان بناء دولة الاستثمار والتنمية يتوفر من خلال ثلاث قناعات أساسية: الوفاق الوطني والتماسك حول برنامج علمييحصّن النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وجذب الرساميل وتوظيفها في القطاعات الانتاجية، وخلق فرص العمل للشباب والكفاءات. وقال: "هذه العوامل تشكل مجتمعة خطة تنموية شاملة تتلاءم مع مقومات لبنان وتتجاوب مع دوره المستقبلي الذي عمل من أجله الرئيس رفيق الحريري بشراكة مميزة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري."

وأعرب زعيتر عن تقديره للجهود التي بذلتها إدارة طيران الشرق الاوسط في مجال تنفيذ مركز الشحن الجديد، مشددا على ان العمل بروح التعاون من شأنه ان يحل كل المشاكل العائدة للحقلين الاقتصادي والانساني، معتبرا ان النزعة الفردية تفقد كل نجاح معناه وقيمته، وقال: "نحن متضامنون مع شركة طيران الشرق الاوسط ومع كل من يعمل من أجل لبنان". 

بدوره شرح رئيس مجلس ادرة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت ان مركز الشحن الجديد قادر على استيعاب 165 ألف طن من البضائع، ويحتوي على 15 برادا بمعدلات حرارية مختلفة تتلاءم مع نوعية البضائع المخزنة فضلا عن مستودعات كبيرة، وكاميرات مراقبة، وآلات للكشف عن البضائع، مشددا على ان عملية معالجة الشحن تتم وفق أعلى المواصفات الدولية المعتمدة عالميا، والمطلوبة من الاتحاد الاوروبي، مشيرا الى انه قد تمّ رصد مبلغ 5 مليون دولار لتجهيز المبنى بالمعدات اللازمة، في حين بلغت كلفة المشروع ككل نحو 25 مليون دولار. وقال :"ان أهمية المشروع تكمن في إعادة المطار الى موقعه كنقطة ترانزيت في المنطقة". وحدد الحوت تاريخ الاول من تموز كموعد لبدء التشغيل الكامل للمركز.

تقنيات جديدة في تغطية الاجواء اللبنانية تنعكس إيجابا على سلامة الطيران.

وقع وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اتفاقية مع شركة "رايثون" الكندية تقضي بتحديث نظامي الرادارين الأولي والثانوي في مطار رفيق الحريري الدولي، من أجل توفير استمرارية العمل في هذين الرادارين لمدة خمسة عشر عاما، وفق تقنيات تكنولوجية متطورة ومعتمدة عالميا.

زعيتر لفت الى ان الرادارين الموجودين حاليا في المطار كانت قد أقامتهما شركة "رايثون" منذ نحو 18 عاما، وان مجلس الوزراء وافق بقراره رقم 58 تاريخ 04/12/2014 على توقيع عقد مع الشركة نفسها لتحديث هذين الرادارين.

وتوجه وزير الاشغال العامة والنقل بالشكر الى إدارة الشركة التي حافظت على عرض الاسعار الذي تقدمت به منذ أربع سنوات رغم ارتفاع تكلفة هذه الخدمات في العالم.

مشروع التحديث الذي من المفترض ان ينتهي إنجازه في غضون عشرة أشهر من بدء التنفيذ، له أهمية كبيرة، تحدث عنها الوزير زعيتر، فقال: "ان هذا المشروع، يصب في خانة تحسين مستوى سلامة الطيران، كونه يعطي الامكانية للرادارين بتغطية كل الاجواء اللبنانية على مستوى الرقابة، كما انه يفيد بتزويد الملاحة الجوية بكل المعلومات المتصلة بأحوال الطقس المتصلة بحركة الطائرات القادمة والمغادرة من والى مطار رفيق الحريري الدولي، بالإضافة الى انه ينسجم مع رؤيتنا كوزارة وكمعنيين بتأمين كل التجهيزات اللازمة لتطوير قطاع الطيران المدني في لبنان، وتحديث مطارنا ليكون في مصاف المطارات العالمية".

وقد حضر حفل التوقيع عن الجانب اللبناني وفد من المديرية العامة للطيران المدني ضم مدير عام الطيران المدني دانيال الهيبي، مدير المطارات المهندس سمير فقيه، رئيس مصلحة صيانة الأجهزة المهندس أمين جابر، رئيس مصلحة الملاحة الجوية كمال ناصر الدين، ومستشار وزير الأشغال الكابتن سعيد الحاج. في حين حضر من جانب شركة "رايثون" مدير عام الشركة بريان سميث، ومدير العقود غريغوري وستفول، فضلا عن ممثلي شركة "تاسوكو"، الوكلاء المعتمدون لشركة "رايثون" في لبنان، مدير عام "تاسوكو" جورج غانم، ومدير تطوير الأعمال كارلو اغنيادس، ومساعده انطوني متى. كما حضرت ممثلة عن السفيرة الكندية في لبنان ناتالي نرسيسيان.

في مجال آخر، توجه زعيتر بالتعازي لأهالي الضحايا الذين سقطوا في حادثة الطائرة الالمانية التي تحطمت في جنوب فرنسا، متمنيا للضحايا الرحمة ولأهاليهم الصبر على المصاب الأليم.

زعيتر:تأمين آلات لكشف المتفجرات خلال 24 ساعة والتنسيق مع الاتحاد الاوروبي مستمر

بصورة استثنائية وعاجلة، عقد وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اجتماعا مع قادة جهاز أمن المطار في المديرية العامة للطيران المدني، حيث بحث المجتمعون فحوى الكتاب الذي ورد من الاتحاد الاوروبي، ومطالبة الاتحاد وبعض شركات الطيران إعتماد إجراءات إضافية متصلة بعملية الكشف على المتفجرات في مناطق الشحن داخل مطار رفيق الحريري الدولي.

الاجتماع الذي استمر نحو ساعة من الوقت تداول فيه المجتمعون السبل الآيلة الى تنفيذ هذه الاجراءات المطلوبة بأسرع وقت ممكن، وذكر زعيتر بما سبق وأكده كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية عن الاستعداد لتأمين التجهيزات الضرورية لتسيير عمل المطار وتطويره ليكون من أفضل المطارات في العالم.

وعقب الاجتماع أعرب الوزير زعيتر في مؤتمر صحفي عن استغرابه لهذا التضخيم الاعلامي الذي تناول موضوع الشحن في لبنان وتوجه إحدى شركات الطيران البريطانية لوقف نقل الشحن من مطار رفيق الحريري الدولي اعتبارا من 1 آذار 2015، مشيرا الى ان الموضوع لا يعدو كونه مجرد طلب لإجراء تدبيري يتصل بعملية تعزيز مراكز الشحن في المطار بآلات للكشف عن المتفجرات. وكشف زعيتر عن ان مراكز الشحن ستزود خلال الساعات القليلة القادمة بآلات للكشف على المتفجرات، وانه سيتم وضعها قيد العمل خلال 24 ساعة تحت اشراف كوادر مدربة على استخدام هذه المعدات.

ولفت زعيتر الى ان المديرية العامة للطيران المدني والأجهزة الامنية العاملة في المطار بكل انواعها تتعاون فيما بينها من اجل تأمين سلامة الطيران المدني من جهة، والحماية الأمنية للركاب والمسافرين ولعمليات الشحن من جهة ثانية.

وطمأن زعيتر الاتحاد الاوروبي وشركة الطيران البريطانية ان الاعتمادات المالية لإعادة تأهيل وتطوير مراكز الشحن متوفرة سواء من الهبة السعودية او من موازنة الحكومة، واعدا بأن يكون مطار رفيق الحريري الدولي من اوائل المطارات في العالم امنيا والقادرة على الكشف عن المتفجرات او غيرها من المواد المحظر استعمالها او شحنها. وقال: " نحن على تنسيق كامل مع الاتحاد الاوروبي من اجل استكمال كل الاجراءات الكفيلة بتأكيد إلتزام لبنان بالمعايير والقوانين والاتفاقات الدولية المتصلة بسلامة الطيران المدني. وبما خص التدابير المطلوبة حاليا، فإن الآلات تمّ تأمينها ، والبعض الآخر تتوفر الاعتمادات اللازمة لتأمينها ولا مشكلة لدينا."

وردا على سؤال قال زعيتر:" ان مركز الشحن الموجود في المطار مؤهل للقيام بالمهام المطلوبة منه، وحاله ليس كما حاولت بعض وسائل الاعلام تصويره".

وعن الخلفيات التي تقف وراء إثارة الموضوع وتضخيمه قال:"انا اعتقد انه ما كان يجب اثارة الموضوع إعلاميا سيما واننا على تنسيق متواصل مع الاتحاد الاوروبي، وسألتقي سفيرة الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل. ولكن وبحسن نية اؤكد اننا سنقوم بكل ما هو متوجب علينا. لقد انجزنا الكثير من الامور سابقا، وتمّ بالأمس فضّ العروض المتصلة بالتلزيمات المتعلقة ببناء سور للمطار وكاميرات مراقبة الحقائب، وهناك موضوع تأهيل الرادارات الذي سيوضع موضع التنفيذ قريبا، فضلا عن غيرها من المشاريع التأهيلية الأخرى، وفي النهاية لا نريد ان نحاكم نوايا الآخرين التي سنترك تفسيرها للمستقبل. واؤكد ان مطار رفيق الحريري الدولي ليس من المطارات التي تُعطى له الانذارات، بل على العكس ان مطارنا هو أكثر المطارات التي تحارب الإرهاب والمتفجرات".

غادر وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر لبنان متوجها الى دولة الامارات العربية المتحدة للمشاركة في حضور مؤتمر ومعرض سكك الحديد للشرق الاوسط وشمال افريقيا لعام 2015. المؤتمر الذي يقام في إمارة دبي ويستمر حتى يوم الاربعاء في 18 آذار الجاري، يهدف الى ان يكون بمثابة منتدى إقليمي للاطلاع على المعرفة والمنتجات العالمية حول صناعة السكك الحديدية، ومساعدة مشغلي سكك الحديد في دول المنطقة على توفير شبكات عالمية المستوى تتسم بالفعالية والأمان.

ويشارك في أعمال هذا المؤتمر والمعرض عدد كبير من الشركات والهيئات والمنظمات المتخصصة في مجال سكك الحديد، فضلا عن حضور وزراء النقل في دول مجلس التعاون الخليجي ووزراء النقل في العديد من الدول العربية وشمال افريقيا، منها: مصر، لبنان، الاردن، الجزائر، الصومال، السودان والمغرب...

ومن المتوقع ان يبلغ عدد المتحدثين في المؤتمر نحو 162 متحدثا يمثلون أكثر من 60 بلدا.